الميدان الرياضي : الفيصلي الأردني.. نسر جريح في مهب الريح!
التاريخ : 2024-12-01

خسارة لقبين.. والأمل بكأس الأردن

لم يترك النادي الفيصلي علاجًا إلا جربه، في سبيل أن ينهض بمستوى فريق كرة القدم ويحسن من واقع نتائجه التي لم يتوقعها أشد المتشائمين في هذا الموسم، ما جعله يقف في مهب الريح، لا يملك طريقًا واضحًا يمضي به لاستعادة نفسه وكسب ثقة جماهيره.

الفيصلي  المُلقب بـ"الزعيم" قياسًا للإنجازات الكبيرة التي حققها على امتداد مسيره بدأت منذ عام 1932، وجعلته يتربع على عرش الألقاب، يعيش هذا الموسم -كما سابقه- حالة يرثى لها، فقد خرج للتو من بطولة درع الاتحاد، واستنزف في سابقة تاريخية 17 نقطة مع ختام الجولة العاشرة من دوري المحترفين بكرة القدم، وأصبح خارج حسابات المنافسة على اللقب.

ولم ينجح الفيصلي في الموسم الماضي سوى بالتتويج بلقب الدرع الأردني الذي يعد بطولة شرفية، ولا يخول لصاحب لقبها تمثيل الأردن خارجيًّا، وظنت جماهيره أن تفرغه هذا الموسم للقتال على الجبهة المحلية فقط سيجعله أكثر تركيزًا ورغبة في الظفر بالألقاب، بيد أن "المكتوب ظهر من عنوانه"، و"النسر الأزرق" بقي جريحًا للموسم الثاني على التوالي.

محاولات العلاج باءت بالفشل

ولأن الفيصلي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة، فقد شكلت ضغطًا على مجلس الإدارة المنتخب الذي سرعان ما بحث عن العلاج المناسب الذي يُعيد مركب الفريق للمضى نحو شاطئ الأمان والاستقرار، فقام بالتضحية بالمدير الفني أحمد هايل، بعد مباراتين من عمر بطولة الدوري سقط فيها الفريق بفخ التعادل.

وتعاقدت إدارة نادي الفيصلي الأردني مع السوري رأفت محمد، وظنت الجماهير بأنه الحل، بل تكلّف الزعيم المال في سبيل فسخ عقود بعض اللاعبين واستقطاب آخرين، لعل وعسى ينجح في تعزيز قوة الفريق، بيد أن النتائج والمستوى الفني لم يتغير.

ولم تتنبه إدارة الفيصلي الأردني إلى أن الخلل ليس بالمدرب، بل ربما يعود إلى نوعية اللاعبين، فالزعيم الذي كان يشكل في قديم الزمان طموحًا لأي لاعب ليمثله، أصبح يوقع له كل من هبّ ودّب، في ظل حالة النقص في اللاعبين المؤثرين، حيث انتقل معظمهم لنادي الحسين إربد على شاكلة يوسف أبو جلبوش ورزق بني هاني وإحسان حداد وعارف الحاج، وحتى حارس منتخب الأردن يزيد أبو ليلى لم يعد لناديه السابق الفيصلي بعد نهاية احترافه الخارجي.

ولم تعالج إدارة نادي الفيصلي الأردني التي شهدت استقالات على صعيد مجلسها، تردي حال الفريق من خلال تشخيص الواقع ولو عبر العودة للجنة فنية استشارية، فضحت مرة جديدة بالمدرب، ليرحل رأفت محمد ومعه المحترف السوري محمد ريحانية.

وتعاقد الفيصلي مع جمال أبو عابد الذي قاده قبل موسمين لإحراز لقب الدوري، وتوسمت الجماهير خيرًا، بيد أن الفريق ضل الطريق وواصل النزيف المخيف، لتطالب جماهيره هذه المرة برحيل مجلس الإدارة الذي لم يتبق على انتهاء دورته سوى شهر واحد، بعد أن أيقنت أن الخلل هنا بعد سلسلة تغييرات على صعيد المدربين واللاعبين.

سابقة تاريخية في مسيرة الفيصلي الأردني

تعد نتائج الفيصلي الأردني في بطولة الدوري الحالي سابقة تاريخية في مسيرته الطويلة، فالفريق المعتاد على الإنجازات، يستنزف 17 نقطة جعلته بعيدًا عن طموحاته في استعادة اللقب، فهو يتأخر عن الحسين إربد "المتصدر" بفارق 9 نقاط، والأخير بقي له مباراتان لو فاز بهما سيتوسع الفارق إلى 15 نقطة.

واقع الفيصلي صعب للغاية، ففي 10 مباريات لم يفز سوى في مباراتين وتعادل في 7 وخسر مباراة واحدة، وسجل 12 هدفًا فقط، واستقبلت شباكه 10 أهداف.

خسارة لقبين.. والأمل بكأس الأردن

بعد خروجه من الدرع عبر دور المجموعات، وتعادله أمس مع الصريح 1-1 في بطولة الدوري، أصبح الأمل الوحيد لنادي الفيصلي الأردني للعودة إلى منصات التتويج وضمان تمثيل البلاد خارجيًّا، من خلال البطولة الوحيدة التي لم تبدأ بعد وهي كأس الأردن.

وإذا أراد الفيصلي المنافسة على لقب كأس الأردن، فإن الوصول إلى غايته لن يكون سهلاً وقد يصل أو لا يصل، فهو سيكون بحاجة خلال فترة الانتقالات الشتوية لإعادة هيكلة الفريق، وتعزيز صفوفه بمحترفين أجانب على مستوى عال، وهو أمر ليس سهلاً والنادي يعاني أصلاً من مديونية كبيرة.

ويتمسك الفيصلي بالأمل المتبقي، وجماهيره لن ترضى إلا بلقب كأس الأردن، فكيف سيتحقق ذلك والأمور تبدو صعبة إن لم تكن معقدة؟ لهذا يبقى أمل الجماهير بمجلس الإدارة الجديد الذي قد يأتي بالتغيير المنشود، بحيث يُكتب للفريق العودة القوية والمعهودة في الموسم المقبل، عبر وضع استراتيجية تضمن له الاستمرار، وهو الذي أخذ "النسر" شعارًا له لمواصلة التحليق أبد الدهر.
 

 winwin
 
عدد المشاهدات : [ 82 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .